أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 28 ربيع الأول 1445هـ ، الموافق 13 أكتوبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بصيغة word بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م ، بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى).

ثانيًا: نمـــاذجُ مِن تفــريجِ الكـربِ.

ثالثًا: إغاثةُ المكروبِ فضائلُ وثمراتٌ.

وأخيرًا: كُلُّنَـــــــا مبتـَــــــــلَي.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م ، بعنوان : فضل إغاثة المكروبين ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

فضلُ إغاثةِ المكروبين

28 ربيع الأول 1445هـ – 13 أكتوبر 2023م

الموضوع

الحمدُ للهِ أرشدَ الخلقَ إلي أكملِ الآدابِ، وفتحَ لهُم مِن خزائنِ رحمتِه وجودِه كلَّ بابٍ أنارَ بصائرَ المؤمنين، فأدركُوا الحقائقَ ونالُوا الثوابَ، وأعمَي بصائرَ المعرضينَ عن طاعتهِ فصارَ بينهم وبين نورِه حجابٌ، هَدَي أولئكَ بفضلِه وأضلَّ أولئكَ بحكمتِه وعدلِه إنَّ في ذلكَ لذكرَي لأولِي الألبابِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الملكُ العزيزُ الوهابُ، وأشهدُ أنّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ بأجَلِّ العباداتِ وأكملِ الآدابِ صلَّي اللهُ عليهِ وعلي جميعِ الآلِ والأصحابِ وعلي التابعينَ لهُم بإحسانٍ إلي يومِ المآبِ وسلمْ تسليمًا. أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين

أولًا: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى).

**عبادَ الله: إنّ الإسلامَ يقومُ علي البذلِ والعطاءِ ويكرهُ الشحَّ والبخلَ، لذا حُبِّبَ إلي أبناءِهِ أنْ تكونَ نفوسُهُم سخيةً وأكفُهُم معطاءةً نديةً، ووصاهُم بالمسارعةِ إلي دواعِي البرِّ والإحسانِ وأنْ يجعلُوا تقديمَ الخيرِ للناسِ هو عملُهُم الدائمُ لا ينفكونَ عنهُ صباحًا ومساءًا فإذا امتثلُوا لذلك كانوا مِن الآمنين يومَ القيامةِ لا يخافونَ إذا خافَ الناسُ ولا يحزنون إذا حزنَ الناسُ، قال تعالي: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)(البقرة).

**كما اهتمَّ ببناءِ المجتمعِ المتكاملِ وأمرنَا ورغبَنَا في كثيرٍ مِن الآياتِ والأحاديثِ بالتعاونِ علي البرِّ والتقويَ لإخراجِ الصورةِ التي وصفَ بها النبيُّ ذلك المجتمعَ بقولِه: عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) ( صحيح مسلم ) . وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ)(صحيح البخاري) .

** إنَّ  التعاونَ في الإسلامِ ليس مقصورًا في الأمورِ الماديةِ فقط  وإنْ كان ذلك ركنًا أساسيًّا فيه، بل يتجاوزُه إلى جميعِ حاجاتِ أفرادِ المجتمعِ، ماديةً كانت تلك الحاجاتُ أو معنويةً، ففي بعضِ الأحيانِ تكونُ الكلمةُ الطيبةُ، أو الابتسامةُ في وجهِ مكروبٍ هي الدواءُ الشافِي لألمِه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَيُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ»(صحيح البخاري)، وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَإِرْشَادُكَ الرَّجُلَ فِي أَرْضِ الضَّلَالِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَبَصَرُكَ لِلرَّجُلِ الرَّدِيءِ البَصَرِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِمَاطَتُكَ الحَجَرَ وَالشَّوْكَةَ وَالعَظْمَ عَنِ الطَّرِيقِ لَكَ صَدَقَةٌ، وَإِفْرَاغُكَ مِنْ دَلْوِكَ فِي دَلْوِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ»(سنن الترمذي).

**عبادَ الله: ينبغِي علي  كلِّ فردٍ قادرٍ في المجتمعِ أنْ يعينَ المحتاجَ بما يستطيعُ، ولو بتطيبِ خاطرِهِ بكلمةٍ، بحيثُ يصبحُ المجتمعُ كيانًا واحدًا يتعاونُ علي البرِّ والتقوي ويتراحمُ أفرادُهُ فيمَا بينَهُم، فلا حياةَ لمجتمعٍ يأبَي أفرادُهُ التعاونَ فيمَا بينَهُم قال تعالي: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)(المائدة). أي تعاونُوا على فعلِ الخيراتِ وتركِ المنكراتِ، وعلى كلِّ ما يقربُ إلى اللهِ.(صفوة التفاسير).

 عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ قَالَ مَرَّةً: «مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ أَوْ سَادِسٍ»(صحيح البخاري)،  فقد وزّعَ النبيُّ فقراءَ أهلِ الصفةِ علي مَن كان عنده سعة، ومِن هذا أخذَ عمرُ بنُ الخطابِ فعلَهٌ في عامِ الرمادةِ، إذ كان يلقِى على أهلِ كلِّ بيتٍ مثلَهُم مِن الفقراءِ، ويقولٌ: لن يُهلكَ امرؤٌ على نصفِ قوتِه. وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ»(المعجم الكبير للطبراني).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين

ثالثًا: نماذجُ مِن تفريجِ الكُرَبِ.

عبادَ الله: إنَّ الإسلامَ يحثُّ أبناءَهُ علي تفريجِ الكُرَبِ العامةِ والخاصةِ، بقدرِ الاستطاعةِ، وصورُ تفريجِ الكُرَبِ كثيرةٌ ومتعددةٌ لا تنحصرُ في شيءٍ واحدٍ، فمِن الصورِ أنّك قد تجدُ رجلًا يقفُ علي الطريقِ منهكَ القويَ عائدًا مِن عملِه يريدُ أنْ يصلَ إلي بيتِه، وأنت تمرُّ بهِ ومعكَ فضلُ ظهرٍ، ففي حملِكَ لهٌ تفريجٌ، وإذهابٌ لهمِّهِ وغمِّهِ، ولنذكرَ بعضَ النماذجِ والصورٍ لتفريجِ الكُرَبِ العامةِ والخاصةِ:

النموذجُ الأولُ: عَنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ : فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} (النساء: 1) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (النساء: 1)وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ: {اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ} (الحشر: 18) «تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ – حَتَّى قَالَ – وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللهِ يَتَهَلَّلُ، كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»(صحيح مسلم).

النموذجُ الثانِي: عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : «إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ»(صحيح البخاري) و الأشعريون قبيلةٌ مِن اليمنِ (إذا أرملُوا في الغزو) أي فني زادُهُم (فهم منِّي وأنَا منهم) أي متصلون بي أو فعلوا فعلِي في هذه المواساةِ وفيه منقبةٌ عظيمةٌ للأشعريين. (إرشاد الساري للقسطلاني).

النموذجُ الثالثُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ، فَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الجَرَّاحِ وَهُمْ ثَلاَثُ مِائَةٍ، وَأَنَا فِيهِمْ، فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَنِيَ الزَّادُ، فَأَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِأَزْوَادِ ذَلِكَ الجَيْشِ، فَجُمِعَ ذَلِكَ كُلُّهُ، فَكَانَ مِزْوَدَيْ تَمْرٍ، فَكَانَ يُقَوِّتُنَا كُلَّ يَوْمٍ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى فَنِيَ، فَلَمْ يَكُنْ يُصِيبُنَا إِلَّا تَمْرَةٌ تَمْرَةٌ، فَقُلْتُ: وَمَا تُغْنِي تَمْرَةٌ، فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَنِيَتْ، قَالَ: ثُمَّ انْتَهَيْنَا إِلَى البَحْرِ، فَإِذَا حُوتٌ مِثْلُ الظَّرِبِ، فَأَكَلَ مِنْهُ ذَلِكَ الجَيْشُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَمَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِضِلَعَيْنِ مِنْ أَضْلاَعِهِ، فَنُصِبَا ثُمَّ أَمَرَ بِرَاحِلَةٍ، فَرُحِلَتْ ثُمَّ مَرَّتْ تَحْتَهُمَا فَلَمْ تُصِبْهُمَا)(صحيح البخاري).

النموذجُ الرابعُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ»، قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ)(صحيح مسلم ). فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْحَثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ وَالْجُودِ وَالْمُوَاسَاةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَى الرُّفْقَةِ وَالْأَصْحَابِ وَالِاعْتِنَاءِ بِمَصَالِحِ الْأَصْحَابِ وَأَمْرُ كَبِيرِ الْقَوْمِ أَصْحَابَهُ بِمُوَاسَاةِ الْمُحْتَاجِ وَأَنَّهُ يُكْتَفَى فِي حَاجَةِ الْمُحْتَاجِ بِتَعَرُّضِهِ لِلْعَطَاءِ وَتَعْرِيضِهِ مِنْ غَيْرِ سُؤَالٍ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ أَيْ مُتَعَرِّضًا لِشَيْءٍ يَدْفَعُ به حاجته وفيه مواساة بن السَّبِيلِ وَالصَّدَقَةُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ مُحْتَاجًا.(شرح مسلم للنووي).

وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «أَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا المَرِيضَ، وَفُكُّوا العَانِيَ» قَالَ سُفْيَانُ: ” وَالعَانِي: الأَسِيرُ “(صحيح البخاري).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين

ثالثًا: إغاثةُ المكروبِ فضائلُ وثمراتٌ.

عبادَ الله: إنَّ لإغاثةِ المكروبِ والتفريجِ عنهُ فضائلَ كثيرةً وثمراتٍ عديدةً، منهَا:

** تفريجُ كربِكَ، فالجزاءُ مِن جنسِ العملِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ»(صحيح مسلم).

والكُربة: هي الشِّدَّةُ العظيمةُ التي تُوقعُ صاحبَهَا في الكَربِ، وتنفيسُهَا أنْ يُخفَّفَ عنه منها، مأخوذٌ مِنْ تنفيسِ الخناقِ، كأنَّهُ يُرخَّى لهُ الخناق، حتَّى يأخذَ نفسًا، والتفريجُ أعظمُ منْ ذلك، وهو أنْ يُزيلَ عنه الكُربةَ، فتنفرجُ عنه كربتُه، ويزولُ همُّه وغمُّه، فجزاءُ التَّنفيسِ التَّنفيسُ، وجزاءُ التَّفريجِ التَّفريجُ.(جامع العلوم والحكم).

**محبةُ اللهِ عزَّ وجلَّ لك :عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ وَأَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ  مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ»(المعجم الأوسط للطبراني).

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة 13 أكتوبر 2023م بعنوان : فضل إغاثة المكروبين

وأخيرًا: كلُّنَـــــــا مُبتَـــــــــلَي.

اقتضت حكمةُ اللهِ تعالي أنْ يكونَ في الناسِ غنيٌ وفقيرٌ، صحيحٌ وسقيمٌ، قويٌّ وضعيفٌ،  ليتعاونُوا جميعًا لأنَّه سبحانَهُ لو خلقَهُم جميعًا أغنياءَ أصحاءَ أقوياءَ  لبطلتْ مصالحُهُم، ولم يكنْ للحياةِ معنَي، ولو خلقَهُم كلَّهُم فقراءَ  مرضَي ضعفاءَ، لفسدتْ معيشتُهُم وهانتْ حياتُهُم ولكنْ شاءَ الحكيمُ الخبيرُ أنْ يرزقَ بعضَ الناسِ مِن أيدِي أناسٍ آخرين، وأنْ يهبَ الغنيَّ لقومٍ ليعطُوا آخرين. فلمصلحةِ البشرِ فضّلَ بعضَهُم علي بعضٍ في الرزقِ، قالَ تعالَي: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ) (71)(النحل ). وقال أيضًا: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)(الزخرف) .واللهُ ابتلَي الغنيَّ بغناهُ لينظرَ أيعطِي الحقَّ أم يبخلُ، وكذلك ابتلي الفقيرَ بفقرِهِ لينظرَ أيستعففُ ويصبرُ أم يلجُ بابَ الحرامِ؟، وابتلَي المريضَ بمرضِه لينظرَ أيصبرُ أم يجزعُ، وكذلك ابتلَي الضعيفَ بضعفِه، ولقد أنزلَ اللهُ تعالي مِن الرزقٍ ما يكفِي الجميع، فجوعُ الفقيرِ وحاجةُ المحتاجِ ناتجةٌ عن بخلِ بعضِ الأغنياءِ، فعن مُحَمَّدٍ بْنٍ عَلِيٍّ يُحَدِّثُ أَنَّ عَلِيًّا، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَى الْأَغْنِيَاءِ فِي أَمْوَالِهِمْ مَا يَكْفِي للْفُقَرَاءِ، فَإِنْ جَاعُوا أَوْ عَرُوا أَوْ جُهِدُوا، فَبِمَنْعِ الْأَغْنِيَاءِ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُحَاسِبَهُمْ وَيُعَذِّبَهُمْ( كتاب الأموال للقاسم بن سلاّم).

اللهُمَّ اعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، ربَّنَا هبْ لنَا مِن لدنكَ رحمةً إنَّك أنتَ الوهاب، ربَّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النارِ، ربَّنَا اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!